في 15من شهر رمضان(وفاة الشاعر الخوارزمي )
صفحة 1 من اصل 1
في 15من شهر رمضان(وفاة الشاعر الخوارزمي )
في الخامس عشر من رمضان عام 383 هجري= 993 م توفي الشاعر والأديب المعروف الخوارزمي
وهو غير الخوارزمي عالم الرياضيات الشهير هو أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي
الشاعر المشهور، ويقال له الطبرخزي أيضا لأن أباه من خوارزم وأمه من طبرستان فركب
له من الاسمين نسبة، كذا ذكره السمعاني، وهو ابن أخت أبي جعفر بن جرير الطبري صاحب
الكتاب المعروف بتاريخ الامم والملوك والرسل، ولد في خوارزم سنة 323 هجري=935
م.
وتُجمع معظم المصادر على تشيعه، حتى نسبته إلى الغلو في التشيع نوعا ما.
وأوثق سندٍ يدل على ذلك- وكان مرجعا لمصادر أخرى- نظمه بيتين من الشعر يوضحان
تشيعه، يضاف إلى هذا أن نزعته إلى التشيع ملحوظة في كثير من رسائله، وأبو بكر
الخوارزمي أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير، كان إماما في اللغة والأنساب،
أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب، وكان مشارا إليه في عصره.
عرف منذ شبابه بقوة
الحفظ، وكان يحفظ شعرا كثيرا كما كان رائدا في فن الترسل، تميز عن جميع كتاب عصره،
بقوة عقله في نثره فهو وإن بدا دون ابن العميد في سمو الغرض ودون بديع الزمان في
حلاوة التعبير، ودون التوحيدي في وفرة المحصول، غير انه كان يتمتع ببلاغة خاصة،
تضمن له التفرد والاستقلال والنبوغ الأدبي.
تميزت حياة الخوارزمي الثقافية
والأدبية، بحادثين مهمين، أولهما اتصاله بالصاحب بن عباد، والثاني مناظرته لبديع
الزمان الهمذاني. فقد تأثر بالصاحب لجهة الاندفاع في خصومته للمتنبي حتى النهاية.
وأشد هجائه للمتنبي وحقده عليه، إنما يتمثل في الرسالة التي كتبها الى الحاجب ابي
اسحاق ويقول فيها: «ونظرت الى أبي الطيب وتناقض حكمته، وتفاوت طرفي فعلته»، حيث قال
في سيف الدولة:
لا تطلبن كريما بعد رؤيته إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
ثم قال
في كافور الاخشيدي:
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل
السواقيا
ويتابع الخوارزمي: «ان المتنبي لو رأى الطمع في جحر فأر لدخل. ولو أتاه
الدرهم من مؤخرة كلب لما غسله، فلا جرم ان الناس، كما استحسنوا قوله، استقبحوا
فعله، وكما أعجبوا بشعره تعجبوا من غدره، يشكر ثم يشكو ويمدح ثم يهجو، ويشهد ثم
يجرح شهادته. ويعطي ثم يسترجع عطيته. وكم من حر فضله ثم ثلبه؟ وكم من عرض كساه ثم
سلبه؟ وكم من صحفة أكل منها ثم بصق فيها»!
وفي رسائل الخوارزمي ما يشير الى أنه
كان يعاني من أحداث زمانه، ويتشاءم من صحبة اصدقائه وخلانه. وقد قاده ذلك الى باب
الحكمة، فنطق بها فكان يقول: «إن من تعلق بذيل المقبل أقبل وان أيام المحنة موج، من
تطأطأ له تخطاه، ومن وقف على طريقه أرداه» وهو يقول ايضا: «الاقبال يستر العيوب»
و«الدولة تجعل البعيد قريبا» و«الجد يرى المخطئ مصيبا». و«ان المجدود يمس بيديه، ما
لا يراه المحدود بعينيه». ولعل فهم الخوارزمي للحياة على هذا النحو الدقيق، هو الذي
أملى عليه الحرص على الحكمة، يسديها الى أصدقائه، عله بذلك ينجيهم مما يتربص به،
ويخشى ان يقع فيه.وله ديوان رسائل وديوان شعر. وقد ذكره الثعالبي في كتاب
«اليتيمة»، وذكر قطعة فمن ذلك قوله:
رأيتك إن أيسرت خيمت عندنا...
مقيما
وإن أعسرت ردت لماما
فما أنت إلا البدر إن قل ضوؤه...
أغب وإن زاد الضيا
أقاما
ومن شعره أيضا:
يا من يحاول صرف الراح يشربها...
ولا يفك لما
يلقاه قرطاس
الكاس والكيس لم يقض امتلاؤهما...
ففرغ الكيس حتى تملأ
الكاسا
وقال أبو سعيد أحمد بن شهيب عن الخوارزمي شعرا:
أبو بكر له أدب
وفضل...
ولكن لا يدوم على الوفا
مودته إذا دامت لخل...
فمن وقت الصباح
إلى المساء.
ولما رجع من الشام سكن نيسابور ومات فيها في منتصف شهر رمضان
سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وكان قد فارق الصاحب ابن عباد غير راض عنه
فهجاه:
لا تحمدن ابن عباد وإن هطلت...
يداه بالجود حتى أخجل الديما
فإنها
خطرت من وساوسه...
يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
فبلغ ابن عباد ذلك، فلما
مات الخوارزمي أنشد:
أقول لركب من خراسان قافل...
أمات خوارزميكم قيل لي:
نعم
فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره...
ألا لعن الرحمن من كفر النعم
وهو غير الخوارزمي عالم الرياضيات الشهير هو أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي
الشاعر المشهور، ويقال له الطبرخزي أيضا لأن أباه من خوارزم وأمه من طبرستان فركب
له من الاسمين نسبة، كذا ذكره السمعاني، وهو ابن أخت أبي جعفر بن جرير الطبري صاحب
الكتاب المعروف بتاريخ الامم والملوك والرسل، ولد في خوارزم سنة 323 هجري=935
م.
وتُجمع معظم المصادر على تشيعه، حتى نسبته إلى الغلو في التشيع نوعا ما.
وأوثق سندٍ يدل على ذلك- وكان مرجعا لمصادر أخرى- نظمه بيتين من الشعر يوضحان
تشيعه، يضاف إلى هذا أن نزعته إلى التشيع ملحوظة في كثير من رسائله، وأبو بكر
الخوارزمي أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير، كان إماما في اللغة والأنساب،
أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب، وكان مشارا إليه في عصره.
عرف منذ شبابه بقوة
الحفظ، وكان يحفظ شعرا كثيرا كما كان رائدا في فن الترسل، تميز عن جميع كتاب عصره،
بقوة عقله في نثره فهو وإن بدا دون ابن العميد في سمو الغرض ودون بديع الزمان في
حلاوة التعبير، ودون التوحيدي في وفرة المحصول، غير انه كان يتمتع ببلاغة خاصة،
تضمن له التفرد والاستقلال والنبوغ الأدبي.
تميزت حياة الخوارزمي الثقافية
والأدبية، بحادثين مهمين، أولهما اتصاله بالصاحب بن عباد، والثاني مناظرته لبديع
الزمان الهمذاني. فقد تأثر بالصاحب لجهة الاندفاع في خصومته للمتنبي حتى النهاية.
وأشد هجائه للمتنبي وحقده عليه، إنما يتمثل في الرسالة التي كتبها الى الحاجب ابي
اسحاق ويقول فيها: «ونظرت الى أبي الطيب وتناقض حكمته، وتفاوت طرفي فعلته»، حيث قال
في سيف الدولة:
لا تطلبن كريما بعد رؤيته إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
ثم قال
في كافور الاخشيدي:
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل
السواقيا
ويتابع الخوارزمي: «ان المتنبي لو رأى الطمع في جحر فأر لدخل. ولو أتاه
الدرهم من مؤخرة كلب لما غسله، فلا جرم ان الناس، كما استحسنوا قوله، استقبحوا
فعله، وكما أعجبوا بشعره تعجبوا من غدره، يشكر ثم يشكو ويمدح ثم يهجو، ويشهد ثم
يجرح شهادته. ويعطي ثم يسترجع عطيته. وكم من حر فضله ثم ثلبه؟ وكم من عرض كساه ثم
سلبه؟ وكم من صحفة أكل منها ثم بصق فيها»!
وفي رسائل الخوارزمي ما يشير الى أنه
كان يعاني من أحداث زمانه، ويتشاءم من صحبة اصدقائه وخلانه. وقد قاده ذلك الى باب
الحكمة، فنطق بها فكان يقول: «إن من تعلق بذيل المقبل أقبل وان أيام المحنة موج، من
تطأطأ له تخطاه، ومن وقف على طريقه أرداه» وهو يقول ايضا: «الاقبال يستر العيوب»
و«الدولة تجعل البعيد قريبا» و«الجد يرى المخطئ مصيبا». و«ان المجدود يمس بيديه، ما
لا يراه المحدود بعينيه». ولعل فهم الخوارزمي للحياة على هذا النحو الدقيق، هو الذي
أملى عليه الحرص على الحكمة، يسديها الى أصدقائه، عله بذلك ينجيهم مما يتربص به،
ويخشى ان يقع فيه.وله ديوان رسائل وديوان شعر. وقد ذكره الثعالبي في كتاب
«اليتيمة»، وذكر قطعة فمن ذلك قوله:
رأيتك إن أيسرت خيمت عندنا...
مقيما
وإن أعسرت ردت لماما
فما أنت إلا البدر إن قل ضوؤه...
أغب وإن زاد الضيا
أقاما
ومن شعره أيضا:
يا من يحاول صرف الراح يشربها...
ولا يفك لما
يلقاه قرطاس
الكاس والكيس لم يقض امتلاؤهما...
ففرغ الكيس حتى تملأ
الكاسا
وقال أبو سعيد أحمد بن شهيب عن الخوارزمي شعرا:
أبو بكر له أدب
وفضل...
ولكن لا يدوم على الوفا
مودته إذا دامت لخل...
فمن وقت الصباح
إلى المساء.
ولما رجع من الشام سكن نيسابور ومات فيها في منتصف شهر رمضان
سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وكان قد فارق الصاحب ابن عباد غير راض عنه
فهجاه:
لا تحمدن ابن عباد وإن هطلت...
يداه بالجود حتى أخجل الديما
فإنها
خطرت من وساوسه...
يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
فبلغ ابن عباد ذلك، فلما
مات الخوارزمي أنشد:
أقول لركب من خراسان قافل...
أمات خوارزميكم قيل لي:
نعم
فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره...
ألا لعن الرحمن من كفر النعم
bobmarley184- مشرف
- العمر : 43
تاريخ التسجيل : 18/03/2009
مواضيع مماثلة
» في 15من شهر رمضان(الاستيلاء على صفد )
» في 15من شهر رمضان(ثورة الإمام المؤيدي باليمن )
» فضل شهر رمضان
» من جامَعَ في صوم رمضان بلا عذر
» قبل دخول رمضان ..... سؤال ؟
» في 15من شهر رمضان(ثورة الإمام المؤيدي باليمن )
» فضل شهر رمضان
» من جامَعَ في صوم رمضان بلا عذر
» قبل دخول رمضان ..... سؤال ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى